عندما ولد المخترع «يوهان جوتنبرج» مطور علم الطباعة، بمدينة «ماينتس» الألمانية في نهاية القرن الخامس عشر، كانت المعرفة في العالم الغربي محلية إلى حد كبير وقاصرة على فئة بعينها. فقد كانت الكتب باهظة الثمن، وقد كانت من المنتجات التي تستغرق وقتاً طويلاً من العمال الماهرين، وكل كتاب كان فريداً في جماله وأخطائه على السواء. وبسبب ندرتها النسبية، كان من الممكن التحكم في انتشار الكتب، فكانت تُحفظ في المكتبات والمنصات فتحول محتواها إلى ممتلكات خاصة.
ومثلما أوضح «توم ويلر»، الرئيس السابق للجنة الاتصالات الفيدرالية في عهد الرئيس أوباما، والباحث الزائر حالياً في دراسات الحوكمة لدى «معهد بروكينجز»، في كتابه الجديد «من جوتنبرج إلى جوجل»، بدأ ذلك يتغير في عام 1450 عندما جمع «جوتنبرج» مجموعة من الابتكارات التكنولوجية ليحدث ثورة في طريقة صناعة الكتب. وكتب «ويلر»: «إن العالم الغربي لم يكن أبداً قد شهد إنتاجاً سريعاً لمئات الصفحات عالية الجودة، وجميعها متماثلة»، لافتاً إلى أنها كانت لحظة انتصار، وعمل مضن استغرق عقداً كاملاً وكانت نتائجه مذهلة.
وبحسب «ويلر»، حول «جوتنبرج» البحث البشري إلى «نشاط متشابك»، وجزّأ المعرفة إلى مكوناتها الأصلية، ومن ثم ابتكر ما أصبح الآن «حلقة الوصل بين المعرفة والتكنولوجيا». ويتعقب «ويلر» في عمله الأدبي الرائع «من جوتنبرج إلى جوجل» مراحل تطور حلقة الوصل تلك. وفتحت ثورة «جوتنبرج» في الطباعة النظيفة والرخيصة والمنقولة الطريق أمام فيضان من الكتب لم يشهد العالم له مثيلاً من قبل، بما في ذلك الكتيبات العملية حول الزراعة وتربية الحيوانات والنجارة والمعمار، وأطروحات في الفنون والحرب والسلام. ومعالجته للأيام الأولى لهذا التغيير الجلل تبدو مشوقة، لكن لا مفرّ من بعض التشابك والإثارة عندما يتناول الكتاب العصر الرقمي، مع تكاثر لا متناه للكلمات. ويرى «ويلر» أن هذا التكاثر «تغيير لازم»، وينصب حول شيء جديد هو: «المعلومات الرقمية»، فشبكات المعرفة السابقة كانت تنقل الأصول إلى العمل، أما شبكات اليوم، فهي توجد أصولاً جديدة «عبر تلاقح المعرفة»، ويؤكد أنه في كل مرة يصل فيها القراء إلى معرفة رقمية، يقدمون هم أنفسهم مزيداً من المعرفة الرقمية.
ويقود ذلك بصورة طبيعية إلى مناقشات مقتضبة حول المخاوف الرقمية، مثل الأمن الإلكتروني وتطورات، مثل العملات المشفرة، التي يعتبرها «ويلر» ضرورية.
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
ومثلما أوضح «توم ويلر»، الرئيس السابق للجنة الاتصالات الفيدرالية في عهد الرئيس أوباما، والباحث الزائر حالياً في دراسات الحوكمة لدى «معهد بروكينجز»، في كتابه الجديد «من جوتنبرج إلى جوجل»، بدأ ذلك يتغير في عام 1450 عندما جمع «جوتنبرج» مجموعة من الابتكارات التكنولوجية ليحدث ثورة في طريقة صناعة الكتب. وكتب «ويلر»: «إن العالم الغربي لم يكن أبداً قد شهد إنتاجاً سريعاً لمئات الصفحات عالية الجودة، وجميعها متماثلة»، لافتاً إلى أنها كانت لحظة انتصار، وعمل مضن استغرق عقداً كاملاً وكانت نتائجه مذهلة.
وبحسب «ويلر»، حول «جوتنبرج» البحث البشري إلى «نشاط متشابك»، وجزّأ المعرفة إلى مكوناتها الأصلية، ومن ثم ابتكر ما أصبح الآن «حلقة الوصل بين المعرفة والتكنولوجيا». ويتعقب «ويلر» في عمله الأدبي الرائع «من جوتنبرج إلى جوجل» مراحل تطور حلقة الوصل تلك. وفتحت ثورة «جوتنبرج» في الطباعة النظيفة والرخيصة والمنقولة الطريق أمام فيضان من الكتب لم يشهد العالم له مثيلاً من قبل، بما في ذلك الكتيبات العملية حول الزراعة وتربية الحيوانات والنجارة والمعمار، وأطروحات في الفنون والحرب والسلام. ومعالجته للأيام الأولى لهذا التغيير الجلل تبدو مشوقة، لكن لا مفرّ من بعض التشابك والإثارة عندما يتناول الكتاب العصر الرقمي، مع تكاثر لا متناه للكلمات. ويرى «ويلر» أن هذا التكاثر «تغيير لازم»، وينصب حول شيء جديد هو: «المعلومات الرقمية»، فشبكات المعرفة السابقة كانت تنقل الأصول إلى العمل، أما شبكات اليوم، فهي توجد أصولاً جديدة «عبر تلاقح المعرفة»، ويؤكد أنه في كل مرة يصل فيها القراء إلى معرفة رقمية، يقدمون هم أنفسهم مزيداً من المعرفة الرقمية.
ويقود ذلك بصورة طبيعية إلى مناقشات مقتضبة حول المخاوف الرقمية، مثل الأمن الإلكتروني وتطورات، مثل العملات المشفرة، التي يعتبرها «ويلر» ضرورية.
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»